يقسم بعض العلماء و الباحثين في علم النفس المدرسي او التربوي تعريف و مفهوم التوجيه إلى ثلاث اقسام وهي:
التوجيه
1 مفهوم التوجيه حسب الاختيار:
عرفه كل من مصطفى يوسف قاضي ولطفي محمد فطيم تعريفا نظريا وجزئيا كالتالي: التوجيه عملية مساعدة أو تقديم العون للأفراد حتى يتمكنوا من تحقيق الفهم اللازم، حيث يستطيعون الاختيار على بنية ويتخذوا من السلوك ما يسمح لهم بالتحرك في اتجاه هذه الأهداف التي اختاروها بطريقة ذكية.
أما التعريف الثاني فكان تعريفا جزئيا على النحو التالي:
التوجيه المدرسي هو عملية منظمة تهدف إلى مساعدة الطلبة على اختيار نوع الدراسة أو الفروع أو التخصصات أو المهن التي يريدون مزاولتها مستقبلا والتي تتوافق مع قدراتهم واستعداداتهم الخاصة وميولهم العلمي والمهني ويقوم على حرية الفرد في الحل الأمثل للمشكلة، هذه الحرية مبنية على الإدراك الحقيقي لدوافعه وميوله واستعداداته وتهتم أيضا بجوانب تتعلق بالإعلام والمتابعة النفسية والتربوية والتقويم.
وعرفت (ندوى النوري) التوجيه على أنه عملية إسداء المساعدة للأفراد ليحسنوا الاختيار والموازنة فيما يعرض لهم في حياتهم من مواقف وأن التوجيه جزء مكمل للتربية والتعليم وهو لا يقدم الاختيارات للأفراد وإنما يساعدهم على القيام باختياراتهم الخاصة للتشجيع وتنشيط النمو التدريجي للقدرة على اتخاذ القرارات بطريقة استقلالية دون مساعدة الآخرين.
وجاء عبد العزيز البسام بتعريف آخر له علاقة بالاختيار فيقول: بأن التوجيه هو مساعدة التلاميذ على اختيار شعب التعليم الأكثر تناسبا مع ميوله وإمكانياته وأن تكون عملية الاختيار ذاتية نابغة من ذات التلميذ وتستند إلى تشخيص لقدراته واستعداداته وميوله واتجاهاته وإلى تحليل للفرص التربوية المتاحة له.
في حين جاء حامد زهران) بتعريف لعملية التوجيه على أنها عملية مساعدة الفرد في التي تتلاءم مع قدراته وميوله وأهدافه وأن نختار نوع الدراسة والمناهج المناسبة والمواد الدراسية التي تساعده في اكتشاف الإمكانيات التربوية وتساعده في النجاح وتشخيص المشكلات التربوية وعلاجها بما يحقق توافقه التربوي بصفة عامة.
أيضا عرفه (عزت راجح بأنه: معونة الفرد على اختيار مهنة تناسبه وعلى إعداد نفسه وعلى الالتحاق بها والتقدم فيها على نحو يكفل له النجاح والرضا عنها والنفع للمجتمع. .
كما قدم لنا ( روجيه جال) تعريفا للتوجيه على أنه اختيار من وجهة نظر أخرى غير الفروع الدراسية فيما يلي:
التوجيه هو العملية الفنية المنظمة التي تهدف إلى مساعدة الفرد على اختيار الملائم للمشكلة التي يعاني منها ووضع المخطط الذي يؤدي إلا تحقيق هذا الحل والتكيف وفقا للوضع الجديد الذي يؤدي إلى هذا الحل وهذه المساعدة تنتهي بأن يجعل الإنسان أكثر سعادة رضا عن نفسه وغيره.
كما اعتبر (روجيه جال) التوجيه المدرسي على أنه: مهمة بيداغوجية تتمثل في مساعدة التلاميذ عل اختيار شعب التعليم وفروعها تبعا لقابليتهم وميولهم.
2- مفهوم التوجيه حسب التكيف والتوافق النفسي (معرفة الذات):
عرف (عبد الحميد (مرسي بأنه : عملية إنسانية تتضمن مجموعة من الخدمات التقدم للأفراد لمساعدتهم على فهم أنفسهم وإدراك المشكلات التي يعانون منها والانتفاع بقدراتهم ومواهبهم في التخلص من المشكلات التي تواجههم وذلك لتحقيق التوافق بينهم وبين البيئة التي يعيشون فيها وكذلك بذل أقصى ما يستطيعون الوصول إليه من نمو وتكامل في شخصهم، كما اعتبره أيضا على أنه الوسيلة المقدمة لمساعدة الأفراد على التفهم الواعي والاستفادة المحكمة من الفرص التربوية والمهنية التي تتناسب معهم من خلال المساعدة المطلقة التي تقدم من أجل تحقيق تكييفهم مع الدراسة والمدرسة والحياة.
وأيضا قد قدم (سعد جلال) تعريفا للتوجيه بأنه:
مجموعة الخدمات التي تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يفهم نفسه ويفهم مشاكله ويشغل إمكاناته من قدرات ومهارات واستعدادات وميول وأنه يشغل إمكانيات بيئته، فيحدد من خلالها أهدافا تتفق مع إمكانياته من ناحية والإمكانيات الخارجية من جهة أخرى وتختار الطرق المحققة لها بحكمة وتعقل، فيتمكن بذلك من حل مشاكله حلول عملية ويؤدي ذلك إلى تكيفه مع نفسه و مع مجتمعه، فيبلغ أقصى ما يمكن أن يبلغه من النمو والتكامل.
أما فؤاد (أبو الخطيب) اعتبره على أنه عملية وضع الفرد في نوع الدراسة أو نوع المهنة التي تلائمه حتى يتوفر له قدر كاف من التوافق الشخصي والاجتماعي الذي يؤدي به إلى زيادة الرضا عن العمل الدراسي والمهني من ناحية أخرى وإلى مستوى الكفاية من ناحية أخرى.
كما قدم أيضا (سعد جلال) تعريفا شاملا يضم التكيف و التوافق النفسي مع البيئة المحيطة فيقول أن التوجيه عملية ترمي إلى مساعدة الفرد لتحقيق عدة عوامل هي:
فهم الفرد لنفسه عن طريق إدراكه لمدى قدراته ومهاراته واستعداداته وميوله.
فهم المشاكل التي تواجهه مهما كان نوعها.
فهم بيئته المادية والاجتماعية بما فيها من إمكانيات ونقص.
استغلال إمكانياته الذاتية وإمكانيات بيئته بتحديد أهداف له في الحياة، على أن تكون هذه الأهداف واقعية يمكن تحقيقها وتتفق وفكرته السليمة عن نفسه.
الخطط السليمة، التي تؤدي به إلى تحقيق هذه الأهداف.
أن يرسم أن يتكيف .
مع نفسه ومع مجتمعه فيتفاعل معه تفاعلا سليما
أن ينمو بشخصيته إلى أقصى حد تؤهله وإمكانياته وإمكانيات بيئته.
كذلك عرفه (محمود عطية) على أنه العملية المنظمة التي تهدف إلى مساعدة الفرد على اختيار الحل الملائم للمشكلة التي يعاني منها ووضع الخطط التي تؤدي إلى تحقيق هذا الحل والتكيف وفقا للوضع الجديد الذي يؤدي إلى هذا الحل، فهو يهدف أساسا إلى مساعدة الفرد على التكيف مع البيئة التي يعيش فيها والاعتماد على نفسه في الوصول إلى اتخاذ القرارات الفردية الصائبة لتسير أموره وشؤون المجتمع.
وأيضا فقد عرفه (سوبر) بأنه عملية مساعدة الفرد على إنماء وتقبل صورة لذاته متكاملة وملائمة في دوره في عالم العمل وكذلك مساعدته على أنه يختبر هذه الصورة في العالم الواقعي وأن يحولها إلى حقيقة واقعية بحيث تكفل له السعادة وللمجتمع المنفعة.
3- مفهوم التوجيه حسب القدرات والميول والاستعدادات
قد تداخلت التعاريف السابقة أيضا في ربطه مع القدرات والميول والاستعدادات لذلك سوف نركز هنا على البعض من المفكرين والباحثين الذين خصصوا أكثر إدراج المصطلحات المرفوقة أعلاه في تعريفهم:
فقد عرف أحمد ( زكي صالح ) التوجيه بأنه:
عملية إرشاد للناشئين، تبنى على أساس عملية معينة، كي يوجه كل فرد إلى نوع التعليم الذي يتفق وقدراته العامة واستعداداته الخاصة وميوله المهنية، حتى إذا تيسر له هذا التعليم كان نجاحه فيه كبير وبالتالي يتمكن من تقديم خدمات للمجتمع في هذا الميدان ليفيد ويستفيد.
ومن جهة أخرى فقد عرف كل من جودت عزت، سعيد الحسني: بأنه مجموع الخدمات التربوية النفسية والمهنية التي تقدم للفرد ليتمكن من التخطيط لمستقبل حياته وقدراته العقلية والجسمية وميوله بأسلوب يشبع حاجاته ويحقق تصوره.
أما (سيد خير الله) قدم تعريفا للتوجيه على أنه : مساعدة للفرد على أن يفهم نفسه ومشكلاته المختلفة سواء كانت مشكلات تعليمية أو مهنية أو نفسية وعلى أن يفهم كذلك البيئة يعيش فيها حتى يصبح أكثر استغلالا لإمكاناته وإمكانات تلك البيئة وبعبارة أخرى فالتوجيه هو مساعدة الفرد على التوافق نفسه مع ومع بيئته.
أما (عبد السلام خالد ) فعرفه بأنه يهدف للكشف على استعدادات وقدرات وميولات الفرد والمشاكل التي تقف في سبيل تحقيق آماله وهو عملية مساعدة الفرد في فهم حاضره وإعداده لمستقبله بهدف وضعه في مكانه المناسب له ولمجتمعه ومساعدته في تحقيق التوافق الشخصي والتربوي والمهني، لتحقيق حياة سعيدة.
كما تعرف أيضا الجمعية القومية الأمريكية التوجيه كونه عملية مساعدة الفرد في أن يختار مهنة له ويعد نفسه لها ويلتحق بها ويتقدم فيها وهو يهتم أولا بمساعدة الأفراد على اختيار وتقرير مصيرهم ومهنتهم بما يكفل لهم تكيفا مرضيا .
وقد جاء (علاوي محمد حسن )بتعريف للتوجيه على أنه مجموع الخدمات التي تهدف إلى مساعدة لفرد على أن يفهم نفسه ويفهم مشاكله وأن يشغل إمكاناته الذاتية من قدرات ومهارات واستعدادات وميول وأن يشغل إمكانات بيئته فيحدد أهدافا تتفق وإمكاناته من ناحية وإمكانات هذه البيئة من ناحية أخرى نتيجة لفهمه لنفسه ولبيئته ويختار الطرق المحققة لها بحكمة مجتمعه.
وقد تطرقت وزارة التربية الوطنية بمختلف المناشير إلى تأكيد أن التوجيه لا يتم إلا عن طريق الرغبة والنتائج هذا التوافق قد أوضحته وزارة التربية الوطنية بالمنشور الوزاري المؤرخ بالجزائر في 1994/10/14، حيث قدمت التوجيه المدرسي على أنه: عملية سيكوبيداغوجية ولا يمكن أن تكون هذه العملية ناجحة إلا إذا تمكنت من إيجاد صيغة توافق بين رغبات المتمدرسين من جهة ونتائجهم المدرسية ومستلزمات الدراسة أو التكوين المرغوب فيه من ناحية أخرى ومتطلبات الخريطة المدرسية من ناحية ثالثة.
وقد بين أيضا ترومانكيلي Truman Kelly مفهوم التوجيه على أنه: وضع أساس علمي لتصنيف طلبة المدارس والثانويات الذين يمكن بمقتضاه تحديد احتمال نجاح التلميذ في الدراسة أو الاختصاص الذي يوافق ميوله واستعداداته وذلك لضمان نجاحه في الدراسة.
أنواع التوجيه
التوجيه المدرسي:
لقد جاء تعريف (غوجي) لتوضيح مفهوم التوجيه المدرسي على أنه: مسألة انتقاء الدراسات أو الفروع المدرسية المقدمة للتلميذ والملائمة مع قدراتهم وميولهم وبالتوفيق في ماله من خصائص من جهة والفرص التعليمية ومطالبها من جهة أخرى، والتي تهتم بنمو الفرد وتربيته، فيرمي التوجيه المدرسي إلى نمو كل تلميذ إلى أقصى حد ممكن.
كذلك قدم مايرز Mayer) التوجيه المدرسي على أنه العملية التي تهتم بالتوفيق بين التلاميذ وماله من خصائص مميزة له من ناحية والفرص المختلفة والمطالب المتباينة من ناحية أخرى والتي تهتم بتوفير المجال الذي يؤدي إلى نمو الفرد وتربيته. والجدير بالذكر أن كل أنواع التوجيه المدرسي جاءت شاملا، حيث أنه لا تتم إلا إذا كان هناك توجيه تربوي تعليمي توجيه نفسي نحو توجيه مهني، إن هذه الثلاثية ربما
تكون ثلاثية ذهنية، إذا تجمعت فعلا بتكافل الإطارات والمختصين الفاعلين بالحقل التربوي والمهني، إن هذا التلاحم يخلق لنا في الأخير موردا بشريا قادرا على أن يكون إطارا بالدولة وتستفيد منه في تكوين الأجيال مستقبلا، هذا لأنه نمى نموا سليما عبر التوجيه المدرسي الشامل وبالتالي السمو نحو تحقيق دولة الرقي والتطور كل المنظمات العالمية اليوم تنادي بالاهتمام بالفرد، وذلك عبر التوجيه والإرشاد الفعال في كل المجلات .
كما أن هناك أنواع أخرى للتوجيه ومهما كانت فالغاية من التوجيه واحدة تهدف إلى مجموعة الخدمات التي تهدف إلى مساعدة الفرد على فهم نفسه وفهم مشاكله وأن يشغل إمكانياته الذاتية من قدرات واستعدادات وميول. و
في ذلك يدرج الباحث (علاوة العايش) أن التوجيه الحديث حسبه يتميز بالإيجابية لكونه يستهدف تحسين العملية التعليمية للتلاميذ والمعلمين والموجهين وأولياء الأمور والمجتمع وهو أنواع منها :
– التوجيه الوقائي الموجه يضع من الخطط ما يناسب مع قدرات كل طالب وظروفه وإمكاناته.
– التوجيه العلاجي التخطيط والعمل المشترك مع التلميذ لمواجهة الصعوبات التي تعترض طريقه وتقويم النتائج المعرفة مدى صلاحية العلاج المقترح ومراجعته.
التوجيه الإبداعي:
يحرك القدرات ويفجر الطاقات المميزة لدى التلميذ
التوجيه المهني:
حسب هذا النوع فإن التوجيه مرتبط بالمهنة في كيفية الاختيار لها والذي يكشف عن القابليات والميول التي تقابل كل تنشئة مهنية، حيث يتضمن المساعدة التي يقدمها الموجه للفرد حتى ينمو في الاتجاه الذي يجعل منه مواطنا صالحا قادرا على تحقيق ذاته ومساعدته في حياته المهنية، ومنه فللمهنة أهمية كبرى بالنسبة للفرد والمجتمع، فهي الوسيلة لكسب العيش والرزق وهي أيضا وسيلة لخدمة الذات حتى يشعر المرء بقيمته لذا يرى (عبد العزيز البسام أن وضع الفرد في منصب لا يصلح له ويعتبر سببا من أسباب عدم الرضا في المجتمع.
كما يتضمن التوجيه المهني المساعدة الفردية التي يقدمها الموجه للفرد الذي يحتاج ذاته في الميادين المهنية وأن يتوافق فيها بدرجة تحقق له الشعور بالرضا والسعادة ولا يتحقق هذا إلا إذا كان هناك توافق بين الاختيار المهني للفرد وبين استعداداته وميوله وقدراته الخاصة.
ويعود السبب الوجيه إلى ظهور التوجيه بالمجال المهني أساسا باقتران الركود الاقتصادي والأزمات الاقتصادية التي عرفتها أوروبا وأمريكا في وقت واحد، مما تطلب إعادة النظر في أساليب توزيع الاختيارات المهنية المختلفة وكانت هذه العملية في أول الأمر ذات توجيه إلزامي خاضعا لهرمية المجتمع السائدة خلال القرون 16 و 17 و 18 وإلى آلية ميكانيكية ذات محدد وحيد يتمثل في الطبقية.
حيث كان الانتماء الطبقي هو العامل الوحيد والواحد الذي يحدد المهنة أو المكانة الاجتماعية التي سيشغلها هذا الفرد أو ذاك إذا أنه كان يعيش تقسيما طبقيا ثنائيا (طبقة عاملة وطبقة حاكمة ، وعلى إثر ذلك كان ابن الفلاح لا يمكن أن يكون سوى فلاحا وفي هذا الصدد اعتبر (باسكال) أن تعاريف عملية التوجيه تظل مجهولة في عصر لم يكن بمقدور ابن النبيل فيه إلا أن يكون نبيلا سيف أو نبيل رداء ولا بمقدور ابن فلاح أو حرفي الإفلات من توجيه محتوم إلا بارتداء مسوح الرهبان وهكذا يكون اعتبار التوجيه المهني مرتبط بالتكوين الفزيولوجي (الجسمي للفرد ومدى توافق المهن مع النشاطات والمهام التي توكل له، لأن ذلك يوفر له سيكولوجيا تأكيد الذات في مواجهة مختلف الصعاب الناجمة عن المهن وبعد الواقع الاجتماعي للفرد هو المحدد أيضا لاكتساب مهنة ما.
فكثيرا ما نشهد توريث المهن من الأجداد إلى الأبناء هذا التوارث لطالما اعتبره الآخر ضرورة استمرار لثقافة وتقاليد الأسرة داخل مختلف المجتمعات لكي لا يحصل دائما الإيمان أن كل صاحب مهنة هو فعلا قادرا ومستعدا نفسيا ومعرفيا لها، بل إن هناك عوامل خارجية متمثلة في ضرورة الاستمرار في الحفاظ على بقاء ثروات المجتمعات باختلاف نوعية المهن والوظائف طبعا وربما من جهة أخرى تستطيع أن تكون هناك عوامل داخلية هي الباعث في الاختيار المهني المتوارث من الأجداد نحو الأبناء، فربما إن هناك دافعية لبعض الأبناء على الاستمرار في تلك الوظائف والمهن لتجربتهم الشخصية نحوها، بناء على الخبرة والممارسة، فكثير من الأبناء قد ابتكروا في المهن وأدخلوا عناصر الإبداع والتكنولوجيا ،مثال: صناعة الزرابي، صناعة الأواني الفخارية الفلاحة … إلخ ، وفي ذلك تأكيد للكاتب هنري بيرون حيث قال :
” إن وظيفة التوجيه المهني يعمل على مساعدة الفرد أن يقرر مصيره المهني بنفسه لأن المهنة لها علاقة وثيقة بالذات والشخصية”
وفي ذلك يرى (عبد الحميد مرسي ) أن التوجيه يرمي إلى تحقيق عنصرين هما:
مساعدة الفرد أو الأفراد على التكيف مع البيئة المهنية.
تسيير الاقتصاد الاجتماعي عن طريق الاستخدام الصحيح لليد العاملة ويتحقق هذا بمساعدة الأفراد على تحديد الأهداف المهنية التي تتوافق مع قدراتهم وميولهم وحاجاتهم كما يحاول استخلاص الصفات الجسمية والعقلية اللازمة لنجاح الأفراد في الحياة العملي، كما يساعد الفرد على التدريب المهني تكيفه مع مهنته.
التوجيه التربوي
ظهر التوجيه التربوي ليوضح اللبس الذي وقع فيه الكثير من القارئين أو الفاعلين بحقل التربية حول الإقرار بأن عملية التوجيه تأخذ في عاداتها المنحى التشخيصي للفرد طبعا فيما
يخص تشخيص ميوله وقدراته وميوله وفقا للمهنة أو الدراسة التي يصلح لها.
فقد أوضح هذا المنحى في الحقيقة أنه يتم وفق تصورين أساسين وهما:
. المنحنى التشخيصي (Diagnostic) الذي هو عبارة عن نشاط معاينة يعتمد على الفحص الفردي والمعرفة الدقيقة للمهن ويتطلب القيام بعملية التشخيص لتحديد قدرات الفرد من جهة، ومتطلبات مناصب العمل من جهة أخرى، ثم توجيه الفرد إلى التكوين أو المهنة التي تتناسب مع خصائصه ولكن هذا المنحى قد شوهدت له عدة نقائص مرتبطة به ومنها :
صعوبة جمع . معلومات كافية حول مختلف المهن بالإضافة إلى التغير المستمر في متطلباتها نتيجة الإدخالات التكنولوجية المستمرة.
تراجع فكرة ثبات استعدادات وميول الفرد خاصة في فترة المراهقة. العلاقة جمود بين المختص في التوجيه والتلميذ.
ولتجاوز هذه النقائص تم تطوير منحى آخر سمي بالمنحى التربوي الذي يهدف فيه التوجيه إلى إعلام الفرد ومساعدته على توضيح اهتمامات هو اتخاذ قراراته لإيجاد طريقة بنفسه ويتم ذلك من خلال مجموعة من النشاطات تهدف في جملتها إلى الوصول بالمستفيدين إلى القيام بالتوجيه الذاتي.
وقد استقطب مفهوم التوجيه التربوي الكثير من العلماء الغرب أيضا، فقد جاء في تعريف (Brower) للتوجيه على أنه المجهود المقصود الذي يبذل في سبيل نمو الفرد من الناحية العقلية وإن كل ما يرتبط بالتدريس أو التعليم يمكن أن يوضع تحت التوجيه التربوي، بينما يرى (وكيلي Kelly) أن التوجيه التربوي هو ذلك المجهود الذي ينبل في مساعدة الفرد على اختيار العمل الذي يتوافق مع قدراته وميوله من أجل تحقيق النجاح.
ويشمل التوجيه التربوي حسب سيد عبد الحميد مرسي ما يلي:
– توجيه التلاميذ والطلبة إلى أنواع التعليم المختلفة.
– تذليل الصعوبات التي تعترض طريق التلميذ والطالب في دراسته ومحاولة تكييف المناهج لهم.
– وقف التلميذ على مستواه العقلي والتحصيلي ومحاولة إقناعه بذاته وتقبل نفسه والبدء في التقدم من حيث هو لا من حيث ما يرسمه لنفسه من أحلام.
وفي مثل هذا الصدد قد قدم يوسف مصطفى وآخرون في كتابهم (الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي) تعريفا للتوجيه المدرسي أيضا، حيث اعتبره جزء لا يتجزأ من العملية التربوية لأنه يهتم بالفرد ويوجهه لما فيه من خير ومنفعة له وللمجتمع الذي يعيش فيه
ويعمل ويتكاثر وهو يهتم بجميع الأفراد العاملين في التربية خاصة الطلاب ويشمل الآباء وأفراد المجتمع الذين لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بالعملية التربوية.
كما أن لهذا النوع من التوجيه أسس تربوية سوف يتم التعرض والتطرق لها لاحقا، إذن فالتوجيه التربوي توجيه من أجل الحياة، أو يمكن القول بأنه تكييف النشاط التربوي وفق القدرة الفردية للتلميذ والمتطلبات التخطيط المدرسي وحاجات النشاط المهني.
إقرأ ايضا ، مهام مستشار التوجيه و الارشاد المدرسي
المرجع :
علوي نجاة.(2018).الاطار التشريعي لمهام مستشار التوجيه و الارشاد المدرسي في ظل الصعوبات الميدانية.مذكرة دكتوراه في علوم التربية.جامعة العربي بن مهيدي ام البواقي الجزائر.