ملخص محاضرات مقياس التوجيه المدرسي و المهني في الجزائر موجه لطلبة السنة الثالثة ارشاد و توجيه .
اعداد الاستاذة : أ.د.الزهرة الاسود
الموسم الجامعي :2023/2024
ملخص محاضرات التوجيه المدرسي و المهني في الجزائر
التوجيه بعد الإصلاحات التربوية الجديدة:
في السنوات الأخيرة لوحظ اهتماما واضحا بما يسمى بالتربية من أجل التوجيه، أو تربية الاختيارات l’éducation à l’orientation .
حيث جاءت فكرة تربية الاختيارات، في مقابل التوجيه الآلي المشار إليه سابقا، والهدف من هذه الفكرة تأكيد ضرورة الانطلاق من قدرات الأفراد وطموحاتهم، ومراعاة ما يسمى بالمشروع الشخصي للتلميذ.
والمشروع حسب (1980 Sillamy) هو النشاط الواعي الذي تفكر في تحقيقه، وذلك
بالأخذ بعين الاعتبار الماضي الحاضر والمستقبل، والوسائل الممكنة لضمان تحقيقه بنجاح. أما المقصود بتربية الاختيارات؛ فهي تعليم التلاميذ إجراء خيارات، والتبصر بما يصلح لهم من تخصصات بناء على الاستعلام والتعرف على الفرص المتاحة لهم في الوسط المدرسي والمهني.
والتوجيه بهذا المفهوم لا يعدو عن كونه إكساب التلميذ الأدوات الأساسية التي تمكنه من إجراء التوجيه الذاتي، وإيجاد السبل الكفيلة لبناء مستقبله الدراسي والمهني، ووضع استراتيجية ملائمة لاستثمار موارده، وفهم المحيط الخارجي، والتكيف معه.
ويستنتج من ذلك، أن الغاية القصوى من التوجيه هي تحقيق شخصية منسجمة ومتكيفة لدى المتعلم، وخلق التوازن والتوافق بينه وبين بيئته.
ففي منظور تربية الاختيارات يهدف التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني بالنسبة للمتعلم إلى تحقيق ذاته وبناء مشروعه الشخصي ويرمي من خلال ذلك إلى استقلاليته، كما يهدف بالنسبة للمؤسسة إلى ضمان الإدماج الاجتماعي والاقتصادي لأفراد المجتمع لجعلهم مواطنين مساهمين إيجابيين.
وفي تربية الاختيارات يقتضي التوجيه أن تؤدي المؤسسة التربوية الدور الإعلامي المنوط بها في هذه المهمة، ومرافقة المتعلمين نحو ما يمكنهم من اكتساب الكفاءات، ومختلف ما يناسبهم من منافذ دراسية ومهنية متاحة.
متطلبات التوجيه والإرشاد في الجزائر
1- القدرة العامة (الذكاء):
إن الاختبارات العقلية تجعلنا نميز بين التلاميذ من حيث قدراتهم
العقلية، لكي تتيح للمتفوقين منهم بعض الفرص التعليمية التي تناسبهم.
– إن مقاييس الذكاء ترتبط بالتحصيل الدراسي للتلاميذ. بواسطة الاختبارات العقلية تحصل على تقدير دقيق لمجموع النشاط العقلي للتلميذ، وبذلك يمكن مقارنة قدرة المتعلم بقدرة أقرانه.
2- الاستعدادات الخاصة
ويقصد بها إمكانية حدوث نمط معين من أنماط السلوك المعروف، ولا شك أن أثر البيئة يكون واضحا على هذه الاستعدادات؛ بمعنى أن تظل كامنة في الفرد غير ظاهرة حتى تتوفر لها الظروف الخارجية، وخاصة أساليب التربية التي تتيح فرصة ظهور
الاستعدادات.
3- الميول المهنية:
يتضمن الميل المهني أنماط الاتجاهات والعادات السائدة عند الفرد، ومدى ثباته الانفعالي، والصفات المزاجية التي يتصف بها؛ كالانطواء والانبساط، والصفات الشخصية والاجتماعية كالقدرة على القيادة واحترام الغير وحب العمل، والقدرة على تحمل المسؤوليات والأهلية للنقد.
ويمكننا حصر الميول المهنية الرئيسة في الميول الأتية: الميل المهني للعمل الميكانيكي،
الميل المهني للعمل المكتبي، الميل المهني للعمل الحسابي، الميل المهني للعمل الفني… إن اختبارات الميول المهنية لم تبلغ الدقة بعد، إلا أنها بمساعدة اختبارات الذكاء واختبارات الاستعدادات الخاصة، فهي تقدم صورة واضحة عن الفرد، وبالتالي يمكن توجيهه حسب هذه الصورة العامة.
ويجب على المدرسة أن تسهم في كشف الميول المهنية بواسطة السجلات المدرسية، كما يجب الاعتناء بتسجيل ميول التلميذ عاما بعد عام، وأنواع النشاط التي يهتم بها، ومدى مشاركته الفعلية فيها، وبذلك ترسم الخطوط الرئيسة لهذه الميول، وذلك في سن 13 إلى 14 بمساعدة اختبار الميول المهنية، حينئذ يتيتر معرفة الاتجاه العام لميول التلميذ الرئيسة فيوجه وفقا لها.
تكوين ومهام مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني في الجزائر
أولا تكوين مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني
إن الباحثين والمهتمين بمجال التوجيه المدرسي والمهني يؤكدون على ضرورة تأهيل الموجه قبل التحاقه بمنصبه، وفق ما تتطلبه مهنته ومهامه التي يقوم بها.
ومن جهة أخرى، الاعتماد كذلك على التدريب الميداني الذي يوفر للطالب الخبرات الفعلية في موقع العمل، فيقوم الطالب بإنجاز الأنشطة والأعمال التي يقوم بها الموظفون في مركز التوجيه.
ثانيا – مهام مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني
أصدر وزير التربية القرار رقم 827 في 13 / 11/ 1991 يحدد فيه مهام مستشار التوجيه المدرسي والمهني، ونشاطاته في المؤسسات التعليمية. وقد تضمن هذا القرار ما يلي:
1. أحكام عامة:
المادة 01 يهدف هذا القرار، طبقا لأحكام المرسوم رقم 8-90 49 التي تحدد مهام مستشار
التوجيه. المادة 02: يخضع مستشار التوجيه إلى سلطة مدير مركز التوجيه المدرسي والمهني وإشرافه. المادة 03 يمارس مستشار التوجيه مهامه في مركز التوجيه المدرسي والمهني وفي المدارس الأساسية والثانويات.
المادة 04: يمارس مستشار التوجيه نشاطاته في مقاطعة جغرافية تتكون من مجموعة مؤسسات للتعليم والتكوين يحددها مدير مركز التوجيه المدرسي والمهني.
المادة 05: يتولى مستشار التوجيه المدرسي والمهني مسؤولية الإشراف على المقاطعة، ويقدم تقارير دورية عن نشاطه فيها.
المادة 06: يكلف مستشار التوجيه بجميع الأعمال المرتبطة بتوجيه التلاميذ، وإعلامهم ومتابعة عملهم المدرسي.
المادة 07: يقوم مستشار التوجيه بالدراسات والاستقصاءات في مؤسسات التكوين وعالم الشغل.
المادة 08: يساهم مستشار التوجيه في تحليل المضامين والوسائل التعليمية، كما يمكن أن يكلف بإجراء الدراسات والاستقصاءات في إطار تقويم مردود المنظومة التربوية وتحسينه.
2 – أحكام خاصة
المادة 11: يقدم مستشار التوجيه في بداية كل سنة دراسية برنامج نشاطه إلى مدير المؤسسة
المهنية. المادة 12: يمارس مستشار التوجيه نشاطه في المؤسسة التعليمية تحت إشراف مدير المؤسسة، وبالتعاون مع نائب المدير للدراسات والأساتذة الرئيسيين ومستشار التربية.
المادة 13: تتمثل نشاطات مستشار التوجيه المدرسي والمهني في مجال التوجيه فيما يلي:
القيام بالإرشاد النفسي والتربوي قصد مساعدة التلاميذ على التكيف مع النشاط التربوي. – إجراء الفحوص النفسية الضرورية قصد التكفل بالتلاميذ الذين يعانون من مشاكل خاصة. – المساعدة في عملية استكشاف التلاميذ المتخلفين مدرسيا، والمشاركة في تنظيم التعليم المكيف ودروس الاستدراك وتقييمها.
المادة 14: تتمثل نشاطات مستشار التوجيه المدرسي والمهني في مجال الإعلام فيما يلي: – تنظيم حملات إعلامية حول الدراسة والحرف والمنافذ المهنية المتوفرة في عالم الشغل. تنشيط مكتب للإعلام والتوثيق في المؤسسات التعليمية بالاستعانة بالأساتذة ومساعدي التربية، وتزويده بالوثائق التربوية قصد توفير الإعلام الكافي للتلاميذ.
المادة 15 يطلع مستشار التوجيه في إطار تأدية مهامه على ملفات التلاميذ المدرسية وعلى جميع المعلومات التي تساعده على ممارسة وظائفه.
المادة 16 يشارك مستشار التوجيه في مجالس الأقسام بصفة استشارية، ويقدم أثناء انعقادها كل المعلومات المستخلصة من متابعته للمسار المدرسي للتلاميذ، وتحسين ظروف عملهم، والحد من التسرب المدرسي.
3 أحكام ختامية
المادة 17: يمكن لمدير المركز التوجيه المدرسي والمهني أن يكلف مستشار التوجيه بالمشاركة في نشاطات ثقافية وتربوية واجتماعية تتطلب كفاءات خاصة. المادة 18 يمكن عند الضرورة لمستشار التوجيه أن ينوب عن مدير مركز التوجيه في أشغال
اللجان المختصة واجتماعات ميدانية خارج مركز التوجيه المدرسي والمهني.
المادة 19: يشارك مستشار التوجيه في عملية التكوين وتحسين المستوى، وتجديد المعارف التي
تنظمها وزارة التربية وتدخل هذه المشاركة في واجباتهم المهنية.
وعيه يتبين أن مهام مستشار التوجيه تتمحور حول ثلاث محاور:
– توجيه التلاميذ دراسيا ومهنيا.
– دراسة وتقويم مردود المنظومة التربوية.
– الإرشاد النفسي والتربوي للتلاميذ.
التوجيه إلى التعليم الثانوي
يعتمد في توجيه التلاميذ إلى الجذوع المشتركة للسنة الأولى من التعليم الثانوي العام
والتكنولوجي بالتوفيق بين:
الملمح التربوي للتلميذ نتائج مجموعات التوجيه).
– رغبات التلميذ.
ملاحظات الأساتذة.
ملاحظات مستشار التوجيه المدرسي والمهني.
المستلزمات البيداغوجية للجذعين المشتركين.
وللتمكن من التوفيق بين هذه العناصر، يشترط أن تكون عملية التوجيه، قد هبئ لها
خلال السنة الثالثة من التعليم المتوسط بمساهمة كل المعنيين بهذا الفعل التربوي.
وعليه، يعتمد في توجيه التلاميذ إلى كل من الجذعين المشتركين للسنة الأولى من التعليم الثانوي العام والتكنولوجي على ترتيبهم وفق رغبتهم الأولى لتلبية ما أمكن منها في حدود الأماكن البيداغوجية المتوفرة في مؤسسة الاستقبال.
وقد صدر في 23 أكتوبر 2014 المنشور رقم (338) حول ترتيبات خاصة بمراحل دراسة التوجيه التدريجي للتلاميذ؛ وهي على النحو الآتي:
أ. في الثلاثي الأول: مرحلة الإعلام والتشاور (أكتوبر – ديسمبر)
يتم فيها تزويد التلاميذ بالمعلومات الضرورية حول عالم الدراسة والتكوين والشغل، بالإضافة إلى توزيع بطاقات الرغبات..
وتتوج هذه المرحلة التي تتمثل في التحضير والتفكير والتشاور بقياس الرغبة الأولى للتلميذ ومقارنتها بنتائج الفصل الأول.
ب في الثلاثي الثاني: مرحلة ضبط الاختيار (جانفي مارس)
يتم في بداية الفصل تبليغ التلاميذ وأوليائهم بنتائج التوجيه المسبق للفصل الأول، كما يتم تنظيم مقابلات فردية أو جماعية للتلاميذ الذين أبدوا رغبات لا تتوافق مع نتائجهم المدرسية لمساعدتهم على تصحيح وتعديل رغبتهم، وإدراك الفرق ما بين الشعبة المختارة ومستواهم الحقيقي، بالإضافة إلى إعادة ملء بطاقة الرغبات للراغبين منهم في ذلك عن قناعة.
ج. في الثلاثي الثالث: مرحلة اتخاذ القرارات النهائية (أفريل- جوان)
تهدف هذه المرحلة إلى تحضير مجالس أقسام نهاية السنة من حيث الوصول إلى توجيه للتلاميذ، يتلاقى التردد والارتباك وإعادة النظر والمراجعة التي أعطيت تجاوزا لمفهوم الطعن. وفي هذه الفترة يسعى الفريق التربوي عامة، ومستشار التوجيه خاصة إلى التوفيق ما بين: الملمح التربوي للتلميذ وفق نتائج مجموعات التوجيه والمستخلصة من المتابعة،
واستبيانات الميول والاهتمامات.
– رغبات التلاميذ. ملاحظات الأساتذة.
-ترتيب التلاميذ في الجذعين المشتركين لضمان احترام المقاييس البيداغوجية لفتح الشعب.
– نتائج الاختبارات النفستقنية المقدمة من طرف مستشار التوجيه، والمستخلصة من
-المتابعة واستبيانات الميول والاهتمامات.
-المتطلبات البيداغوجية للشعب المفتوحة في السنة الثانية ثانوي.
التوجيه إلى التعليم والتكوين المهنيين
يتضمن التوجيه في هذا الجانب صيغتين:
أ التوجيه إلى التعليم المهني
يتوجه إلى هذا التعليم تلاميذ السنة الرابعة متوسط المقبولين في التعليم ما بعد الإلزامي، كما يتوجه تلاميذ السنة الأولى الراغبين في التعليم المهني، حيث يمنحهم تكوينا تناوبيا يحتوي على تعليم نظري وتعليم تطبيقي عملي يتم في الوسط المهني.
ويتسنى للمتكون في إطار التعليم المهني متابعة التكوين في أحد الطورين: – الطور الأول: مدته (2) سنوات)؛ ويتوج بشهادة التعليم المهني للدرجة الأولى DEP1. الطور الثاني: مدته (2) سنوات)؛ ويتوج بشهادة التعليم المهني للدرجة الثانية DEP2. ويوفر النجاح في الطور الأول من التعليم المهني والحصول على شهادة التعليم المهني للدرجة الأولى إمكانية الالتحاق بالطور الثاني من التعليم المهني والحصول على شهادة التعليم المهني للدرجة الثانية التي تفسح لهم المجال لتحضير شهادة تقني سامي.
مشكلات التوجيه والإرشاد في الجزائر
من المشكلات التي على التوجيه والإرشاد مواجهتها وحلها والاستعداد لها، هي:
1. حاجة الفرد إلى النمو وتحمّل المسؤولية والنزعة إلى الاستقلال، وهذا يعني التحول من الطفولة إلى الرجولة.
2.حاجة الفرد إلى توجيه نفسه الوجهة الصحيحة، لمواجهة المستقبل والاستعداد له عن طريق التزود بالمهارات اللازمة للحياة.
3 حاجة الفرد إلى الاستعداد للعمل المثمر والمواطنة الصالحة، واكتساب التوازن الداخلي بين المثاليات والواقع، وتنمية الضمير الحي والأخلاق الحميدة التي توجه الإنسان لعمل الخير، والمشاركة في عمله.
4.الاستعداد للحياة الزوجية وتكوين الأسرة وتفهم واجباتها.
5 حاجة الفرد إلى الاستعداد لتحمل المسؤوليات الاجتماعية، وتكوين الطاقات اللازمة للتعامل
مع الآخرين باحترام واتزان ليضمن لنفسه ولهم المنفعة والأمن.
6.حاجة الفرد إلى اتخاذ فلسفة بناءة للحياة، وقبوله لذاته كما هي، ومحاولة تنمية مواهبه
حسب استعداداته العقلية والجسمية، وتقبل الآخرين وتحمل انتقاداتهم بروح طيبة.
وعلى هذا، يمكننا إجمال مهام التوجيه والإرشاد العامة بأنها تهتم بتفهم الحاجات والمشكلات التي تواجه الأفراد والمجتمع، ثم تحسس الحالات التي تتطلب تقديم الخدمات التوجيهية لها، فإذا عرفنا الحالات التي تتطلب تقديم الخدمات التوجيهية، علينا أن نعرف بعد ذلك مدى وطبيعة الخدمات التوجيهية المطلوبة.
رابط تحميل ملخض محاضرات التوجيه المدرسي و المهني في الجزائر pdf من هنا